عالم منى: الكوابيس والمعجزات

كانت مـنى في لبنان قـد وقـعـت في غـرام شاب لـبـناني وخطبها الـشاب وساعـد العائـلة عـلى الهـرب. وتـزوج مـنها في الـدنـمـرك بـعـد وصولها إلـيـها بـسنـة تـقـريـبا. "كـنا في مشاكـل مـنـذ البداية" تـقـول مـنى الـتي انـتـقـلت مـن عـنـد عـائـلـتـها إلى شــقـة صغـيـرة في كوبـنهاغـن. "كان قـدومي إلى الدنـمـرك شـيـئا حـسنا. فـفـجأة أصبحت أخـتـلـط بالـناس، مـما غـيَّـر تـفـكيـري كـثيـرا. وكـنـت كأنـني نضجت مـبـتعـدة عـنه. لـم يـكـن يـجوز لي الذهاب لـلـمـدرسة أو تـعـلـم الـلـغة أو الـدراسة. وكان عـنيـفا مـن البداية. ولـم تـكـن عائـلـتي تـعـرف شـيـئا وعـنـدما كانوا يأتون لـزيارتي، كـنت أخـفى ذلـك عـنهـم."

أخـيـرا قالت مـنى كـفى "لـم يـكـن باسـتـطاعـتي الاسـتمرار بـتـلـك الطريقـة. كل أطـفالي قـد كـبـروا ولـم أكـن أرغـب في أن يـفـقـدوا احترامهـم لي. ولـم يكـن سـبـق لأحـد في محيـطي أن يطـلـق. اخـتـفى الأصدقـاء والمعارف. وانـتـشرت الشائعات والأكاذيـب. وأصبحت منبوذة. وقـيـل للأطـفال إن أمهم كانت عاهـرة."

وحصلت عـلى شـقـتها الخاصة بها هي وأطفالها. ونجحت في الحصول عـلى رخصة قـيادة واشـتـرت سـيارة وحصلت عـلى وظيفـة جزئية. وبدأت تخرج برفـقـة صديقاتها. "كـنـت بالـنسـبة لهـن دنمركية حـقـيقـية وكـنت منـدمجة."

اليوم مـنى متـزوجة ثانية وأم لثلاثـة أطـفال آخرين وتعـمل في الوقـت الحالي كموظفـة مشاريع. وتـنبه منى مرارا إلى ضرورة التميـيـز ما بـيـن التـقاليد والدين: "أسوأ شيء هـو أن يكـون الشخص انطباعا سيئا عـن الدين بسـبـب الخلط ما بـيـنه وبـيـن التـقاليد. التـقاليد تعـني أن هـناك قـوانين لـلـرجال وأخـرى لـلـنساء وأن طريقـة تربـية الأولاد تخـتـلف عـن طريقـة تربـية البنات. لـكن الـذنب لا يعـود1 لـلديـن وتعاليمه."

<http://www.nyidanmark.dk/NR/rdonlyres/0B8CF9EE-C81E-49BA-9E1F-78C947291AB3/0/magasin_arabisk.pdf
(hentet 31. oktober 2013)